ولد المناضل خليل محمد عيسى (ابو ابراهيم الكبير) في اواخر القرن التاسع عشر في قريه المزرعه الشرقيه قضاء رام الله حيث عمل فلاحا في قريه شفا عمر بقضاء حيفا وانتقل بعد ذلك الى مدينه حيفا حيث افتتح حانوتا لبيع الصوف والاكياس.
مناضل قسامي واحد قادة الثورة الفلسطينية (1936-1939 )، كني بـ "أبو إبراهيم الكبير" لتمييزه عن رفيق دربه القائد "أبو ابراهيم الصغير" (توفيق ابراهيم من قريه اندور).
انضم في حيفا الى حلقه الشيخ الشهيد عز الدين القسام وشاركه في مراحل جهاده التنظيمي والتنفيذي ثم اصبح من قادة التنظيم القسامي، وقد ألح على الشيخ عز الدين القسام بضرورة تدريب افراد التنظيم على السلاح وتسليحهم وساهم بنفسه في احضار محمد ابو العيون الذي تولى في نهاية الجلسة تدريب المجاهدين الموجودين على البندقية الوحيدة المتوفرة آنذاك لديهم.
اتهمته سلطات الانتداب بمناهضتها، ولكنها لم تستطع تقديم الادله لاتهامه، وفي سنه 1931 انفجرت قنبلة في مستعمرة "نهلال" الصهيونية فاعتقل أبو إبراهيم الكبير مع بعض المجاهدين، وبرئت ساحة ابو إبراهيم الكبير وبقيه المجاهدين في اوائل سنه 1935.
حين خرج الشيخ عز الدين القسام وصحبه إلى الجهاد ( عام 1935) كان لأبي ابراهيم الكبير رأي مخالف يدعو الى التريث حتى تستكمل الاسباب والظروف الموجبه لاعلان الجهاد، وبعد استشهاد القسام تولى قادة حركته قياده قطاع الثورة الفلسطينية الكبرى الممتد من شمال فلسطين حتى وسطها، استلم ابو ابراهيم قيادة المنطقه الشماليه وكان يوقع بياناته وبلاغاته باسم (المتوكل على الله ابو ابراهيم ) وقد رصدت قوات الانتداب البريطاني مكافأة مالية مجزية قدرها 500 جنيه فلسطيني لمن يرشدها إليه.
في فترة هدوء أوار الثورة سنة 1937 التقى ابا ابراهيم بالمفتي محمد امين الحسيني في بلده قرنايل اللبنانية وأشار عليه بضروره استمرار الثورة وعودة قادة الثوار الى ارض فلسطين وبقائهم فيها لان بعدهم عنها سيقضي على الثورة وتذهب تضحياتها عبثا، فعاد أبو إبراهيم إلى ارض المعركة، واستأنف القتال.
غادر المناضل ابو ابراهيم الكبير فلسطين حين توقفت عمليات الثورة عام 1939 إلى دمشق، ثم الى العراق حيث اشترك في ثورة رشيد عالي الكيلاني سنه 1941
وعندما اخفقت هذه الثورة غادر بغداد الى حلب في سوريا ثم الى اليونان فبرلين حيث أقام هناك خلال ما تبقى من سنوات الحرب العالمية الثانية.
عاد الى فلسطين عقب انتهاء الحرب وساهم في تعبئة القوى ضد الاطماع الصهيونية ثم اشترك في القتال قائدا لبعض القطاعات في شمال فلسطين.
وحين وقعت نكبه 1948 انتقل الى دمشق ثم غادرها بعد بضع سنوات الى الاردن حيث امضى سنواته الأخيرة.
توفي أبو إبراهيم الكبير عام 1979.