ولد داوود يعقوب في طيرة حيفا عام 1939، وفي عام النكبة، 1948 هُجر مع أهله إلى سورية وكان عمره آنذاك تسع سنوات.
درس الابتدائية ونال الإعدادية من إعدادية صفد في دمشق، تابع دراسته الثانوية بعد ذلك ثم استعاض عن تحصيل العلم بمتابعته للقراءة والمطالعة فقد كان قارئا جيدا، وامتلك مكتبة غنية بكتب الأدب والتراث والسياسة تحوي ما يفوق ستة آلاف كتاب.
كانت بداية داوود الفنية مع فرقة أنصار المسرح التي كان يديرها الفنان الراحل صبري عياد وكان ينتقل من فرقة إلى أخرى حيث عمل مع ندوة الفكر والفن، وانتسب للمسرح القومي منذ تأسيسه واشترك كممثل في مسرحيتين "المزيفون" عام 1958 و"أبطال بلدنا" عام 1960، وكان من أوائل الذين ساهموا في إنشاء إذاعة فلسطين في دمشق، إيماناً منه بقضية شعبه، وبضرورة إيصال صوت الشعب الفلسطيني إلى العالم.
وفي عام 1968 أصبح عضواً في نقابة الفنَّانين في القطر العربي السوري، كما ساهم مع عدد من رفاق درب التحرير في تأسيس اتّحاد الكتَّاب والصّحفيين الفلسطينيين، وكان له دور بارز في تأسيس الاتّحاد العام للفنَّانين الفلسطينيين، وقد انتُخب في دورته الأولى أميناً عاماً، وذلك عام 1970.
كما خاض داوود يعقوب غمار تجربة هي الأولى من نوعها في الشَّتات الفلسطيني، حيث ساهم مع عدد من الفنَّانين الفلسطينيين في تأسيس المسرح الوطني الفلسطيني، ومما يذكره الشاعر الأستاذ خالد أبو خالد عن تلك المرحلة: "لقد كان داوود يعقوب صاحب وجهة نظر في تأسيس اتحادنا العام للكتَّاب والصَّحفيين الفلسطينيين... وواحداً من المبادرين للمشاركة في تأسيسه من موقعه المؤثِّر في قاعدة شعبنا الفلسطيني".
في عام 1963 التحق داوود يعقوب في العمل في حقل الإعلام وكانت البداية كمذيع في إذاعة "صوت فلسطين" من دمشق، بعدها انتقل للعمل في شعبة المذيعين في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وما هي إلا سنوات حتى أصبح " كبير المذيعين" في دمشق، وفي هذه الفترة بدءا العمل في قسم الدراما ليشارك زملاؤه بالعمل كممثل ومعد للبرامج الثقافية والأدبية وكاتبا للأعمال الدرامية الإذاعية، ومخرجاً إذاعياً، واستحق عن جدارة أن يعدَّ منذ منتصف سبعينات القرن الماضي كواحد من كبار المخرجين الإذاعيين، لم تكن رحلة داوود يعقوب مع الإذاعة والتِّلفزيون في سورية، رحلة مُذيع، وإنَّما كانت رحلة فنَّان وكاتب ومُمثِّل ومُخرج. حيث اشترك كممثل في ثلاث مسلسلات تلفزية، وهي:
المسلسل الديني (أم عمارة) والمسلسل التَّاريخي (وضاح اليمن) والمُسلسل الدرامي (المواسم).
وفي رصيده في الفترة ما بين(1973-1986)، عشرات المُسـلسلات الإذاعية تأليفاً وإعداداً وإخراجاً منها" الزير سالم والانتظار ونساء رائدات وأيَّام على جدار الزمن واللَّهب الأخضر والأجداد يزدادون ضراوة وطريق الحُرِّيَّة وثمن الأرض، ويوميات عائد، ومركب بلا صيد، وعرس الدم، وبقايا صور، وغيرها".
وكذلك العشرات من البرامج الثقافية والأدبية، إعداداً وتقديماً وإخراجاً، مثل:
" أعمال أشهر من صانعيها، وقراءة في الرُّواية العربيَّة، وأحلى ما عندهم، وأديب ورُواية، ورُوايات مُختارة ورحلة عطاء، وحروف ومعانٍ…إلخ".
كان داوود حاذقا في عمله وعطائه خاصة إبان حرب تشرين/ اكتوبر 1973 التي كان فخورا بها لأنها كانت حلمه دائما وكان فخورا بالسواعد العربية التي اتحدت يوم تشرين التحرير وانطلقت تقاتل تحت راية واحدة.
وبعد الحرب بدأ يفكر ويعمل ويكتب، وكانت باكورة أعماله تتحدث عن تلك الحرب (حرب تشرين) وهي رواية "أزهار معطرة بالدم " للدكتور عبد السلام العجيلي حيث قام داوود بإعدادها وإخراجها عام1978.
توفي في عام 1986.