احمد حلمي عبد الباقي

ولد احمد حلمي عبد الباقي في العام 1882 في مدينة صيدا اللبنانية، كان والده ضباطا في الجيش التركي إبان الحكم العثماني.

انتقل ووالده إلى مدينه نابلس الواقعة في شمال الضفة الغربية الفلسطينية، وتعلم فيها العربية وأصول الدين.

خلال الحرب العالمية الأولى قاد فرقة من المتطوعين الذين قاتلوا إلى جانب القوات العثمانية، هزم خلالها الجنرال البريطاني تشارلز تشاوند في معركة الإمارة عام 1915 في العراق.

ولكونه أحد ألمع رجال الاقتصاد في عصره تم تعيينه مديرا عاما لوزارة المالية خلال ولاية الأمير فيصل بن الحسين في سوريا.

انتقل إلى الأردن في أعقاب قيام الفرنسيين باحتلال دمشق، فاختاره الشريف حسين بن على ( شريف مكة) ناظرا لخط سكة حديد الحجاز.

كان احمد حلمي احد أركان حزب الاستقلال العربي الذي تأسس في عهد الأمير فيصل بن الحسين، كمظهر علني من جمعية الفتاة السرية، وفي العام 1926 توجه إلى فلسطين، وعين مراقبا للأوقاف الإسلامية، واستقال من عمله هذا في العام 1930.

شارك أحمد حلمي باشا، والسيد عبد الحميد شومان، في تأسيس البنك العربي في فلسطين وتولى إدارته، في عام 1931، وأسس بعد ذلك البنك الزراعي لإمداد الفلاحين بالقروض الزراعية، وبعد ذلك صندوق الأمة، وبنك الأمة العربية في العام 1941، وكان الهدف الأساسي من مجمل هذه المشاريع العمل على توفير القروض للفلاحين الفلسطينيين سعيا لإنقاذ الأراضي العربية المهددة بالمصادرة، التي كانت تسعى الوكالة اليهودية للاستيلاء عليها.

قامت سلطات الانتداب البريطاني بنفيه عام 1937 إلى جزر سيشل في المحيط الهندي ورفاقه في اللجنة العربية العليا، الدكتور حسين فخري الخالدي ويعقوب الغصين و فؤاد سابا، ورشيد الحاج ابراهيم، نفذ هذا الإجراء بهدف إضعاف وتجميد دور القيادات الفلسطينية اثر ثورة فلسطين الكبرى خلال (1937-1939).

في العام 1948، قام الملك عبد الله الأول بتعيينه حكاما عسكريا لمدينة القدس، كونه الزعيم الفلسطيني الوحيد الذي تواجد فيها، والقائم على عملية تنظيم الدفاع عنها.

وتجدر الإشارة إلى انه خلال هذه الفترة، كان القائد الحاج أمين الحسيني مفتى فلسطين والزعيم الفعلي للشعب الفلسطيني متخفيا خارج فلسطين، لتصاعد العنف والقمع البريطاني.

رئيس لأول حكومة فلسطينية بتاريخ 23/9/1948، قررت الجامعة العربية إنشاء حكومة عموم فلسطين في غزة، وتم اختيار احمد حلمي باشا رئيسا لها، الأمر الذي دفع الملك عبد الله الأول الى عزل احمد حلمي باشا من منصبه كحاكم عسكري للقدس.

وعندما احكم اليهود سيطرتهم على معظم أراضي فلسطين وجد الباشا نفسه رئيسا بدون وطن، فاستقر في القاهرة مديرا لـ "بنك الأمة العربية"، الذي كان قد أنشأه، إلى أن أممت الحكومة المصرية جميع البنوك الأجنبية عام 1961، فغادر القاهرة واستقر في بيروت، وكان قد بلغ من العمر 97 عاما، وقد وافته المنية في العام 1963 وهو في لبنان، ونقل جثمانه بالطائرة إلى القدس، حيث وروي الثرى في الحرم القدس الشريف، إلى جانب القائد المجاهد عبد القادر الحسيني.

كان أحمد حلمي باشا، علاوة على كونه سياسيا بارزا واقتصاديا لامعا، كان شاعرا بليغا، ولم يكشف عن شعره في حياته، إلا أن أشعاره التي نشرت بعد رحيله تحت عنوان "ديواني" تميزت بالنزوع نحو التأمل والحكمة والإرشاد، والتعبير عن الحزن والإحباط، إلى جانب تأمله بالكون والحياة.